الشعر

0 13
Avatar for nsfcom
Written by
4 years ago

﴿أبغض الحديثِ﴾ ﴿نفث الشيطان﴾

ذم اللـــّه الشعراء ذما .. وقال عنهم :

﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ۝ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ۝ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ۝ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ۝ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ۝ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء :221 ـ 226]

ثم جاء الاستثناء بشروط أربعة (سيأتي تفصيلها):

﴿❒¹ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ❒² وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ❒³ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ❒⁴ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء : 227]

ــــ

(سئلت عائشةعليه سلام الله هل كان رسول الله صل الله عليه وعلى ءاله يتسامع عنده الشعر؟؟ قالت : ﴿كان ((أبغض)) الحديث إليه﴾ الهيثمي - مجمع الزوائد - 8/122 رجاله رجال الصحيح / البوصيري - إتحاف الخيرة المهرة - 6/144 - إسناده صحيح على شرط مسلم.

﴿كان أبغض الحديثِ إليه﴾

﴿كان أبغض الحديثِ إليه﴾

ــــ

وقال أبو سعيد الخدري : بينا نحن نسير مع رسولِ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله بالعَرْجِ ، إذ عرض شاعرٌ ينشدُ . فقال رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله ﴿خذوا ((الشيطانَ)) ، أو أَمسِكوا ((الشيطانَ)) ، لأَنْ يمتلئَ جوفُ رجلٍ قَيحًا ، خيرٌ له من أن يَمتلِئَ شِعرًا﴾ صحيح مسلم - 2259.

ــــ

قال ابن مسعود سلام الله عليه :﴿عن النبي صل الله عليه وعلى ءاله أنه كان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، قال : وهمزه المؤتة ، ونفخه الكبر ، و ((نفثه الشعر))﴾ ابن حجر العسقلاني - الفتوحات الربانية - 2/187 - حسن.

ــــ

﴿نَهى رسولُ اللَّهِ صل الله عليه وعلى ءالهَ أن يُستقادَ في المسجدِ وأن يُنشَدَ فيهِ ((الأشعارُ)) وأن تقامَ فيهِ الحدودُ﴾ ابن حجر العسقلاني

ــــ

﴿نهى عن الشراءِ والبيعِ في المسجدِ ، وأن تُنشَدَ فيه ضالَّةٌ ، وأن ((يُنشَدَ فيه شعرٌ)) ، ونهى عن التحلُّقِ قبلَ الصلاةِ يومَ الجمعةِ﴾

طبعا اليوم مَا شَاءَ اْللّه .. خطباؤنا كلهم يقولون الشعر ليس في المساجد فقط .. بل علىٰ المنابر .. مخالفة قبيحة لأمر النّبي صل الله عليه وعلى ءاله .. صعدوا المنابر بفضل هذا النبي .. فلما اعتلوه تحدثوا بــ﴿ــأبغضَ الحديثِ إليه﴾ .. وعلماؤنا (ورثة الأنبياء!!) لا ينهونهم !!

ــــ

عن قتادةَ في قولِهِ ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾ قالَ قيلَ لعائشةَ هل كان رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله يتمثَّلُ بشيٍء من الشِّعرِ قالت كان أبغضَ الحديثِ إليهِ غيرَ أنه كان يتمثَّلُ ببيتِ أخي بني قيسٍ فيجعلُ آخرَهُ أولَه وأولَهُ آخرَه فقال له أبو بكرٍ إنه ليسَ هكذا فقالَ نبيُّ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله ﴿إني واللهِ ما أنا بشاعرٍ ولا يَنبغي لي﴾

لاحظ كيف كسَّره وخرّبه متعمداً ..

﴿عن عائشَةَ قالَتْ: ما قال رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله شِعرًا قَطُّ ، وما أتَمَّ إلَّا بيتًا واحِدًا: تَفاءَلْ (بما تَهوَى يكُنْ فلَقَلَّما يُقالُ لشيءٍ كان إلَّا تَحقَّقْ) ولم يقُلْ: (تحقَّقَا) لئَلَّا يُعرِبَه فيصيرَ شِعرًا﴾ المحدث: الخطيب البغدادي - تاريخ بغداد - 10/178 - غريب جداً.

هذا دليل على أن حتى البيت الواحد من الشعر لا ينبغي للرّسول صل الله عليه وعلى ءاله .. فما بال الوعاظ اليوم ممتلئين بالشعر؟

ــــــ

قال رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله ﴿لأن يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُم قَيْحَاً خَيْرٌ لَهُ مِن أَن يَمْتَلِئ شِعراً﴾ صحيح البخاري - 6154.

سيقولون : نعم هو نهى أن نمتلئ شعراً، لكن القليل منه لا بأس به .. نقول له جيد؛ إذاً إملئ جوفك بقليل من القيح! لا بأس به؟!! .. بل هو خيرٌ لك .. أقسم بالْلّـه أنه خيرٌ لك، قالها رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله !

ــــــ

بل اسمع ماذا قال النّبي صل الله عليه وعلى ءاله لمن كلمه بالـ(ـسجع) الذي هو دون الشعر .. والسجع ضربٌ من ضروب الشعر ..

عن أبو هريرة : (اقتتلتِ امرأتان من هُذَيلٍ .

فرمت إحداهما الأُخرى بحجَرٍ فقتلتْها . وما في بطنِها . فاختصموا إلى رسولِ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله . فقضى رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله أنَّ دِيَةَ جنينِها غُرَّةٌ : عبدٌ أو وليدةٌ . وقضى بديَةِ المرأةِ على عاقلتِها .

وورَّثها ولدَها ومن معهم .

فقال حملُ بنُ النابغةِ الهُذْليُّ : يا رسولَ اللهِ ! كيف أغرمُ من لا شربَ ولا أكلَ ، ولا نطقَ ولا استهلَّ ؟ فمثل ذلك يُطَلُّ . فقال رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله﴿إنما هذا من إخوانِ الكُهانِ﴾ . من أجل سجْعِه الذي سجَعَ) صحيح مسلم - 1686.

أما اليوم .. فخطباؤنا يبدؤون الخطبة بالسجع وينهونه بدعاء فيه سجع !! وإلى اللـــّه المشتكى !

ــــــ

وقد وصّت أمنا عائشة (رَضِي الله عَنها) أحد الخطباء فقالت : ﴿انظُرِ السَّجعَ منَ الدعاءِ فاجتَنِبْه، فإني ع

َهِدتُ رسولَ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله وأصحابَه لا يَفعَلونَ إلا ذلك . يعني : لا يَفعَلونَ إلا ذلك الاجتِنابَ﴾ صحيح البخاري - 6337.

لكن خطبنا اليوم ما بين سجعٍ وشِعْرٍ .. ويفعلونها فخراً بفصاحتهم ..

ــــــ

وروت أمنا عائشة -عليه سلام اللّه - (كُنْتُ عندَ أبي بكرٍ عليه سلام الله حينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ ، فَتَمَثَّلْتُ بهِذا البيتِ : ((مَنْ لا يزالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا *** يُوشِكُ أنْ يَكُونَ مَدْفُوقًا)) ، فقال : يا بُنَيَّةُ ! ((لا تَقُولِي هكذا)) ، ولكنْ قُولِي : ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾..

انظر لفعل أبي بكر عليه سلام الله ُ ..

أبوبكر أميّ .. أغناه اللـــّه بالقرآن .. عرف أن الشعر مقبوح .. فلم يتورع عن نهي ابنته حتى وهو علىٰ فراش الموت.. رَضِي الله عَنهُ ورَضيَ اللهُ عَن ابنته أُمّ المُؤْمنِينَ وأرضَاها.

ــــــ

أخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة رضي اللـــّه عنها قالت : (لمَّا نزَلتْ : ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ جاءتِ امرأةُ أبي لَهَبٍ إلى النَّبيِّ صل الله عليه وعلى ءاله ومعه أبو بكرٍ فلمَّا رآها أبو بكرٍ قال : يا رسولَ اللهِ إنَّها امرأةٌ بذيئةٌ وأخاف أنْ تُؤذيَك فلو قُمْتَ قال : ﴿إنَّها لنْ تراني﴾ فجاءت فقالت : يا أبا بكرٍ إنَّ صاحبَك هجاني [تعني بالشعر]، قال : لا ((وما يقولُ الشِّعرَ)) قالت : أنتَ عندي مُصَدَّقٌ وانصرَفَتْ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ تَرَكَ؟ قال : ﴿لا لَمْ يزَلْ مَلَكٌ يستُرُني عنها بجَناحِه﴾) صحيح ابن حبان - 2120.

ــــ

لمن يحتج بحسان بن ثابت أو ابن رواحة رَضِي الله عَنهُما أنهم يشعرون بين يدي الرَّســّوْل صل الله عليه وعلى ءاله ..

(عن أنسٍ قال : دخل النَّبيُّ صل الله عليه وعلى ءاله مكَّةَ في عمرةِ القضاءِ وابنُ رواحةَ بين يدَيْه يقولُ : خلُّوا بني الكفَّارِ عن سبيلِه ، اليومَ نضربُكم على تأويلِه ، ضربًا يزيلُ الهامَ عن مَقيلِه ، ويُذهِلُ الخليلَ عن خليلِه .

فقال عمرُ : يا بنَ رواحةَ أفي حرمِ اللهِ ؟؟!!!

وبين يدَيْ رسولِ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله تقولُ هذا الشِّعر ؟؟!!!

فقال :﴿خَلِّ عنه يا عمرُ ، فوالَّذي نفسي بيدِه لكلامُه أشدُّ عليهم من وقْعِ النَّبل﴾ ابن حجر العسقلاني - الإصابة - 2/307 - إسناده حسن .

ركز علىٰ فعل عمر رَضِي الله عَنه لتعرف كيف كانوا يرون الشعر وكيف فهموا الرَّســّوْل صل الله عليه وعلى ءاله ..

لو كان الشعر ممدوحاً فلمَ أصلاً ينهاه عمر ؟؟

أنكر عليه عند رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله .. لعلمه بشناعة الشعر!!

ثانيا لاحظ تخصيص النبي: ﴿خَلِّ ((عنه)) يا عمرُ﴾ ﴿لكلامُـ(ـه) أشدُّ عليهم من وقْعِ النَّبل﴾ .. أما بقية الناس فيبقون تحت الأصل .. حتى ينالهم تخصيصٌ من رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله ..

ولو كان الشعر ممدوحاً لتركه عمر .. هم الآن في حرب .. فيحتاجون كل ما يضر العدو ولو بالكلام !! والرَّســّوْل صل الله عليه وعلى ءاله إنما تركه لأجل هذا ﴿لكلامُه أشدُّ عليهم من وقْعِ النَّبل﴾ !!

وقد ترك قبله أبودجانة عليه سلام الله في غزوة أحد يعمل عملاً يبغضه اللـــّه .. كما روى الهيثمي ﴿أنَّ أبا دجانةَ يومَ أحدٍ أعلمَ بعصابةٍ حمراءَ فنظر إليه رسولُ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله وهو مختالٌ في مِشيتِه بين الصَّفَّيْنِ فقال إنها مشيةٌ يبغضُها اللهُ إلا في هذا الموض

فتركه صل الله عليه وعلى ءاله كما ترك أبودجانة .. فلا يحتج أحد أن عمل أبودجانة في كل الاحوال صحيح .. ويستشهد بهذه الواقعة !! فكذلك الآخر .

ــــــــ الاستثناء من قبح الشعر عموما كان لحسان بن ثابت لأن حساناً طبق الشروط الأربعة في الآية :

❒ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا..﴾

❒ ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ..﴾

❒ ﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا..﴾

❒ ﴿وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾

ــــــــــــ هذه الآية .. ﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا..﴾ وهذا الشرط وحده كفيل أن لا تجد شاعراً! كيف!

﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا..﴾ .. من من الملتزمين هكذا اليوم ؟؟ فضلا عن الشعراء ؟؟

﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا..﴾ ائتني بشاعر عُرف عنه ذكر اللّـه كثيراً .. تلاوةً للقُـرآن وصلاةً وذكرا لله بشكل عام ..

﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا..﴾ ، وجب علىٰ الشاعر أن يذكر اللـــّه أكثر من الشعر .. حتى يُعرف عنه هذا .. فإن وجد فله أن يقول الشعر .. لكن هيهات هيهات .. الذين يقولون الشعر لا نعرف عنهم ذكراً للّـــه كثيراً !!

هذا إن وجدته يذكر اللّـه كثيراً .. هذا لن يصرف وقته للشعر .. هذا يكون قد عرف مكانة ذكر اللّـه وعرف للّـه قدره ووَقَّره فلن ينزل لما دونه!! خاصةً إذا علم أن النّبي صل الله عليه وعلى ءاله كان يبغضه!

وأمرٌ آخر لن تجده في أحدٍ بعد حسان .. هي فقط في حسان .. حسان كان مؤيداً بروح القدس جبريل عَلَيْه اْلصَّـــلَاْة وَاْلسَّـــلَاْم ..

قال له النّـــبي صل الله عليه وعلىءاله ﴿اُهجُهُمْ

-أو هاجِهِمْ- وجبريلُ معَك﴾ البخاري - 6153.

فحسان .. كان معه روح القدس .. مَن مِن شعرائنا اليوم معه روح القدس جبريل ؟؟

فليضمن هذا أولا .. ثم ليشعر !

ثم حتى هذا الشرط كان مقروناً بأمر واحدٍ فقط .. قالت أمنا عائشة عليه سلام الله ُ : فسمعتُ رسولَ اللَّهِ صل الله عليه وعلى ءاله يقولُ لحسَّانَ ﴿إنَّ روحَ القدسِ لا يزالُ يؤيِّدُكَ ((ما نافحتَ عنِ اللَّهِ ورسولِه))﴾ صحيح مسلم - 2490.

فوجَبَ أن ينافح عن رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله فقط .. حتى يزال روح القدس معه ..

روت أمنا عائشة عن هشام ابن عروة أنه ذَهَب يسبُّ حسانَ عندَها ، فقالت : (لا تَسُبَّه ؛ فإنه كان يُنافِحُ عن رسولِ اللهِ صل الله عليه وعلى ءاله. وقالت : استأذَنَ النبيَّ صل الله عليه وعلى ءاله في هِجاءِ المشركين. قال : ﴿كيف بنَسَبي؟﴾ . قال : لأُسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشعرةُ مِن العجين) البخاري - 4145.

فعلى الشاعر أن يستأذن من النبي صل الله عليه وعلى ءاله قبلَ أن يتفوه بكلمة !! فَــرَضِيَ اللهُ عن حسان وأرضاه .. استوفى جميع الشروط.

والشرط الأخير كأنه مستحيل ﴿وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾!! وجب علىٰ الشاعر أن يكون قد انتصر بعد ظلم .. أما شعراؤنا فــ مَا شاء اللّه .. ليسوا كحسان .. لم يشركوا ثم يؤمنوا، ولم يُظلَموا ثم ينتصروا ،، ليقولوا شعراً !!

ــــ

فمَن من الشعراء بعد حسان أتى بكل هذا .. له أن يقول الشعر .. ولكن .. ليعلم أنه لم يحمل هذا الحمل أحد من الصحابة .. ولم يقتدي بحسان أحد من الصحابة .. وقد عُرفوا كلهم بالشعر والفصاحة ..

ورغم ما كان لحسان من فضل إلا أننا لم نرَ الصحابة يتسابقون لنيل هذا الفضل وهذا الشرف .. وهم يعلمون قول النّبي صل الله عليه وعلى ءاله﴿هجَاهم حسَّانُ فشَفى واشتَفى﴾ مسلم - 2490. !!!

هذا لعلمهم -رَضِي الله عَنهُم- أن الشعر عيب وكريه ومنقصة عند النّـــبي صل الله عليه وعلى ءاله.. ولكن حسان كان له استثناء لما لا ينبغي ولا يليق بالنّبي صل الله عليه وعلى ءاله. ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ...﴾ [يس :69]

ثم نحن لسنا مؤمورين باتباع حسان بن ثابت رَضِي الله عَنهُ .. بل مؤمورون باتباع النّـــبي صل الله عليه وعلى ءاله الذي سبق ونهى عن الشعر .. ومن لم يعجبه كلام النّبي صل الله عليه وعلى ءاله لأنه متعود علىٰ الشعر فليراجع قلبه!

ــــ

قد عرف الشعراء عند العرب بــالصعاليك .. والمجانين .. والسكارى .. والهائمين .. فلهذا حين جائهم النّـبي صل الله عليه وعلى ءاله قالوا عنه :

﴿أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ [الصافات : 36]

وقالوا كذلك عنه :

﴿شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ [الطور : 30]

وحين نفى اللـــّه عن نبيه تلك المعايب قال :

﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ.....وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ﴾ [الحاقة : 42]

الشعر منقصة وعيب ..

﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ...﴾ [يس : 69]

أين ذكر اللـــّه هذه الكلمة ﴿وَمَا يَنْبَغِي﴾ ؟؟

﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ [مريم : 92]

انظر ما أشدها !!

ــــ

كلمة (الحق) بلام التعريف .. ذكرت في القرآن 109 مرات .. كان أكثرها (بالنسبة و التناسب) في سورة يونس لأن قوم يونس رأوا الحق فآمنوا كلهم جميعاً .. وعدد آيات سورة يونس 109 آيات .. سُبحانَ اللـــّه ..

أما سورة الشعراء وهي ليست من السور القصيرة .. بل هي 227 آية .. أي أنها بعد البقرة وقبل آل عمران من ناحية عدد الآيات .. العجيب فيها .. أن اللـــّه لم يذكر هذه الكلمة (الحق) في سورة الشعراء أبدا ..

كل هذه الآيات ولم يذكر فيها كلمة (الحق) ولا مرة؟؟

واضح أنه ليس في (الشعر) حق !!

ــــ

الآن بعد أن عرفت الآيات والأحاديث الكثيرة الشارحة لحكم الشعر .. خذ الآن الحديث المعروف ﴿إن من الشعر لحكمة﴾ لتفهمه .. ومثله بيتٌ من شعر لبيد !!

أولا الحديث ضعيف بكل طرقه ..

⌒̈﴿إنَّ منَ الشِّعرِ لحكمةً﴾

ابن القيسراني : له طرق كثيرة ، لا يثبت - ذخيرة الحفاظ - 2/971.

⌒̈﴿إنَّ من الشِّعرِ لَحكمةً﴾

ابن حبان : منكر - الثقات - 9/222.

⌒̈﴿إنَّ مِنَ الشِّعرِ لَحِكمةً﴾

أبو نعيم : غريب من حديث أبي حصين - حلية الأولياء - 8/344.

ثم .. لو فرضنا صحته فنقول :

أولا : قال النّـــبي صل الله عليه وعلى ءاله أن (منه) لحكمة وليس كله حكمة ..

ثانيا : قد نهى عن انشاد الشعر في المساجد .. فكيف ينهى عن الحكمة في المساجد ؟

ثالثا : قوله هذا ليس مدحا أبدا .. هو مثل قولك ﴿إن من السم لدواء﴾ وهل هذا مدح للسم ؟؟

لا طبعا .. الأصل أنه مؤذي وسيِّء .. لكن منه أحيانا دواء .. كذلك الشعر لقول النّـــبي صل الله عليه وعلى ءاله﴿لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا﴾ البخاري - 6154.

فمن أراد القليل من الشعر .. هذا القليل وَجَبَ أن يكون بشروط اللـــّه التي ذكرها في الشعراء بعد قوله ﴿إِلَّا الَّذِينَ....﴾ !!

قد ي

لأتوك بأحاديث ليس فيها كلمة غناء وآيات يأولونها ليس فيها كلمة غناء أبداً !!

ويقحمونها إقحاما حتى يخرجوا بنتيجة معدة مسبقا في أذهانهم (نحن نريده أن يكون حراماً) ثم يبحثون أين أين؟

أما الشعر .. فجاءت أحاديث كثيرة تنهى عنه بصراحة ولا يوجد حديث واحد عن النبي صل الله عليه وعلى ءاله يقول (مأذون لكم،لا بأس،اعملوا به،قد نهيتكم من قبل.. الآن لا) .. وبعد هذا يأتي اللعلماء يقولون : (أُذِن لنا بالشعر...)!!!

وفوق هذا يكابرون .. هم يحبون العُجب والخُيلاء والاستعلاء وإلا لم تراهم يُشعِرون ؟؟ ما الشعر إلا كِبر وحُب ظهورٍ مبطن ليس إلا.

المسألة حقيقةً - لو رفع المسلمون كلام اللـــّه ورسوله فوق كلام الناس ،، تالله ما احتجنا لهذا الجدال! ولِأننا نعلم هذا ، لا نقاتلهم على الشعر كثيراً ،، إنما نُسمعُهُم قولَ رسُول اللّه صل الله عليه وعلى ءاله.. فمن شاء تبعه ومن أبى فهذا شأنه ..

ــــــ وهذه هدية للسلفيين .. لأنهم ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ...﴾ [التوبة:31] .

فلا يسمعون لا للّـــه ولا لرسوله صل الله عليه وعلى ءاله. ولكن يسمعون لهذا ↓

قال ابن تيمية -رحمه الله- : (القصائد و الأبيات نفث الشيطان و يبغضها الرحمن ، وإن القلب إذا تعود على سماع القصائد والأبيات والتلذذ بها ، حصل له نفور من سماع القرآن والآيات ، فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن). المجموع [11/532].

ابن تيمية قال : نفث الشيطان ويبغضها الرحمن .. وكلامه عندكم ليس ككلام النّـبي صل الله عليه وعلى ءاله .. كلامه لا يأول ولا يفسر .. يعني خلاص انتهى ..

هذا هو القول الفصل 😉

ــــ

نختم كما ختمَ ربنا آخر الشعراء :

﴿..وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء : 227]

#منقول_طلبة_الإمام

قول قائل كيف ترد حديثا وتضرب له مثلاً؟؟ طيب قال صل الله عليه وعلى ءاله ﴿نفث الشيطان﴾ فإذاً (إن من نفث الشيطان لحكمة)

وهل يقول الشيطان الحكمة ؟؟

نعم .. هذا الخبيث الذي لا يقول إلا خبثاً قد قال مرةً كلمة تحسب في الحكمة وذكر اللـــّه كلامه في الأنفال : ﴿إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ !!

هذه، قالها الشيطان ،، وكل الحكمة فيها ..

فمن أراد أن يكون شيطانا يقول الحكمة ..

فله ذلك ، هو وما أراد !!

ــــ

قصيدة بانت سعاد .. في مدح الرسول صل الله عليه وعلى ءاله:

الحديث لا يصح ولا ينجبرُ، وقال ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) عقب ذكره القصيدة وبعض طرقها، (4/373) : (هذا من الأمور المشهورة جدَّاً، ولكن لم أرَ ذلك في شيءٍ من هذه الكتب المشهورة بإسنادٍ أرتضيه) والله أعلم.

ــــ

قول الرَّسـوْل صل الله عليه وعلى ءاله﴿أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله بًاطل ، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم﴾ صحيح البخاري - 6147.

هذه ليست حجة أصلاً .. الرَّسـوْل صل الله عليه وعلى ءاله يتكلم عن شعرٍ سمعه فقال عنه أنه حق! وهي مثل كلمة الحق التي قالها الشيطان :

﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ((وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ))﴾ [اﻷنفال : 48]

ثانياً / من لبيد هذا؟

(هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري أبو عقيل الشاعر الجاهلي المشهور ، قال المرزباني في معجمه كان فارساً شجاعاً شاعراً سخيا قال الشعر في الجاهلية دهرا ثم أسلم ، ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة : سل لبيداً والأغلب العجلي ما أحدثا من الشعر في الإسلام؟ فقال لبيد [أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران] فزاد عمر في عطائه)إﮬ. الطبقات الكبرى لابن سعد.

فمن أحتج بشعر لبيد!! نقول له مسكينٌ أنت .. لبيدٌ نفسه ترك شعره حين عرف فساده وتمسك بالقرآن .. وتمسك بشعره ناسٌ نبذوا القُــرآن!

ــــ

شبهة أن علياً عليه سلام الله ُ قال الشعر !!

علىٰ الذي نقل عنه أن يثبت هذا .. الناس كذبوا علىٰ النبي صل الله عليه وعلى ءاله وكذبوا علىٰ الصحابة كذلك .. لكن العلماء لم يحققوا إلا فيما نُقل لنا عن النّبي صل الله عليه وعلى ءاله.. ونقول في هذه الحالة لو ثبت عن علي رَضِي الله عَنهُ ..

من قدم فعل عليٍٍ علىٰ نهي النّبي صل الله عليه وعلى ءاله فليراجع قلبه وإيمانه .. قال صل الله عليه وعلى ءاله﴿لا ((يؤمنُ)) أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ ((تبعًا)) لمَّا جئتُ بِهِ﴾ النووي - الأربعون النووية - 41 - حسن صحيح.

فلا نترك كلام النّبي صل الله عليه وعلى ءاله لكلام غيره .. نحن مؤمورون باتباع النّبي صل الله عليه وعلى ءاله وليس باتباع عليٍ رَضِي الله عَنهُ ..

وعمل صحابي واحد لا يقدَّم علىٰ قول النّبي ؛صل الله عليه وعلى ءاله بل عمل الأمة كلها لا يقدم على قول النبي صل الله عليه وعلى ءاله فكيف بصحابي واحد!!

وإني لأعلم (بحكم الخبرة) أن الناس سيتركون كل تلك الأحاديث و يتمسكون بهذه الشبهة !! ولا تفسير عندي سوى الهوى واتباع ما تشابه (الشبَهْ) !!

ــــــ

ومن احتج علينا بروايات نقلت عن الصحابة في الشعر وأنهم كانوا يشعرون! أو مثلاً حين غنت الجاريتان بين يدي النّبي صل الله عليه وعلى ءاله وأنكر أبوبكر ولم ينكر عليهن النّبي صل الله عليه وعلى ءاله أو غيرها؛ من مثل قصة الذهاب لغزوة خيبر ﴿...وكان عامرُ رجلًا شاعرًا حدّاءً، فنزل يحدُو بالقومِ يقول (اللهم لولا أنتَ ما اهْتدينا . ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا . فاغفرْ فداءً لك ما اتَّقيْنا . وثبتِ الأقدامَ إن لاقيْنا..﴾ صحيح البخاري - 4196.

نسألهم:

أكان ذلك بعد سورة الشعراء أم قبل نزولها؟

أكان قبل قول النبي صل الله عليه وعلى ءاله﴿لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا﴾ أم بعد؟

﴿كان رسولُ الله صل الله عليه وعلى ءاله ينسخُ حديثُهُ بعضُهُ بعضًا , كما ينسخُ القرآنُ بعضُهُ بعضًا﴾ صحيح مسلم - 344.

فلا هم يعلمون؛ ولا نحن نعلم!

فيكون في حكم الشبهة .. وليس في ديننا شيء اسمه مكروه ومخبوق ومفلوع .. لكن يُحكم على دَليلهم أنه شبهة ، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه .. قد بات معلوماً .. أنهم لا يتمسكون إلا بخيط واهٍ من الشبه!!

ثانياً :المواقف التي قيلت فيها الشعر تختلف عما نحن عليه اليوم من إنشاد الشعر .. فمثلاً هل الأعياد كالأيام العادية؟ لا . وهل الحرب كالأمسيات الشعرية؟ لا . [هذا لو فرضنا أن الشعر والحداء سواء؛ فالرسول صل الله عليه وعلى ءاله نهى عن هذه وليست عن تلك] . فما بالنا نستدل علىٰ الشعر والمواقع والحيثيات مختلفة؟!

ــــــــ والأمر في الشعر أوضح من الغناء .. لو سألتهم ما حكم الغناء عندكم؟

⤵️

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهد انه لا إله إلا انت ، استغفرك واتوب اليك

أتمنى أن أكون قد أفدكم واتمنى أن تشترك بالموقع وتتابع مقالاتي وسأقوم بالرد على أي سؤال في التعليقات إن شاء الله

للتواصل عبر تيليجرام

https://t.me/nsfcom

0
$ 0.00
Sponsors of nsfcom
empty
empty
empty
Avatar for nsfcom
Written by
4 years ago

Comments