في يوم كئيب توارت شمسيه خلف السحب الساخطة ،لاتسمع سوى عويل الرياح و أنين الابواب ،يزمر الرعد معلنا بداية العاصفة.الكل من بشر و حيوان يناشد السلامة أما النباتات فتناشد جذورها الصمود والثبات على عهد البقاء ،عاصفة روتينية بكل تفاصيلها عدا ذالك الذي يجلس مبتسما خلف الزجاج تعلق بخشب عتيق الطراز عادي التفصيل.طفل بعمر الزهور يشع من عينيه العسليتين بريق فرح صارخ عكس الجميع! يسفق ذا الخمسة اعوام لرقص الأشجار جميلة على الخام الطبيعة يشارك الرياح في غنائها والأمطار في عزفها.
تعلن أشعة شمس يوم جديد نهاية صراع البقاء بتوقيع طبيعة جبارة لا لقاء فيها ألا للأحكم.مازالت نسمة الكآبة تشق طريقها وسط البيوت المبتلة ،فالطروقات الموحلة وبرودة الصباح تحول دون كائناتنا المختبئة تحت الأغطية والعولمة.فقط غضب الطبيعة اصبح سلم شمل العائلة ،لازال ذلك الوجه الملائكي يحتفض بإبتسامته الساحرة لكن هذه المرة لم تكن جوقة الطبيعة رفيقه بل جوقة الافكار😄نعم رائحة الذرة المشوية ازيز ابريق الشاي ،ضحكات الآخرين حتى سعلات ذلك العجوز الاشيب اضفت نوتة محببة لسمفونية فريدة لن تتكرر قريبا
بعد سويعات من السحر العائلي ،تنزع الطبيعة لحاف برودتها لتطلق العنان لربيع شمسها ومع ارتفاع الحرارة يسترجع الشارع نبض حياته.فتتعال أصوات الواقع ذوات العجلات تتخللها صيحات الباعة والمارة .تظهر روح العولمة لتطلق عبيرها برايحة البنزين والغاز،وبين زحام الطريق يجلس ملاكنا الصغير عابسا خلف زجاج السيارة كأنه يستقبل عزاء عزيز عكس من يوزعون البسمات في كل جزء من الثانية