في حديث البراء بن عازب،. قال النّبي ﷺ آخره،. بعد الدعاء: ﻓﺈﻥ ﻣﺖ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻚ، ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻠﻰ ((اﻟﻔﻄﺮﺓ))،. أوّل الدعاء كان ((اﻟﻠﻬﻢ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺇﻟﻴﻚ،..))،.
هذه الجملة،. قال إبراهيم مثلها،. وبعدها انظر كيف سمى ربه،. ﴿إِنِّي ((وَجَّهْتُ وَجْهِيَ)) لِلَّذِي ((فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)) حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [اﻷنعام : 79]،.
الحديث (أﺳﻠﻤﺖ ﻭﺟﻬﻲ)،. ــ (ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮﺓ)،.
الآية (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ)) ــ (فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)،.
وفي الآية التالية تجد أن اللّٰه ذكر جملة ((أسلم وجهه للّٰه)) مع ((ملة إبراهيم))!،. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ ((أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ)) حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء : 125]،. فهنا إبراهيم والفطرة،.
في الحديث ((ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺇﻟﻴﻚ))،. وآخره ((أنت ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮﺓ))،. فلو ذهبنا لآية الروم التي فيها (فطرت اللّٰه)،. سنجد كذلك ﴿((فَأَقِمْ وَجْهَكَ)) لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)) لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم : 30]
مع الدين،. ذكر (أقم) وجهك،.
مع اللّٰه،. ذكر (أسلم) وجهه،.
لكن مع الذي (فَطَرَ) ذكر (وجهت وجهي)،. والذي قالها هو إبراهيم،. فلماذا الوجه تحديدا؟! وما معناه؟!
وجَّه يوجِّه،. من التوجيه والارشاد،. ((الإملاء))،. قل ولا تقل،. افعل ولا تفعل،. وهذه هي الــ(ـملة)! وهذه تحديداً تجدها مع إبراهيم،. ﴿..مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ..﴾ [الحج : 78]
فالفطرة أن تبرأ من أي ملة ودين،. وتسلم وجهك للّٰه،. ثم هو يتفضّل عليك ويهديك ويوجّهك لملة إبراهيم حنيفاً،. كما قال يوسف ﷺ ﴿..إِنِّي (تَرَكْتُ مِلَّةَ) قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ ((مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ)) وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ((ذَٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا)) وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ [يوسف : 37 ــ 38]
وأن تسلّم وجهك للّٰه، وتفوض أمرك للّٰه، وتلجئ ظهرك للّٰه،. هذه هي الإنابة،. وقالَ اللّٰه عن إبراهيم ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ ((مُنِيبٌ))﴾ [هود : 75]
ــــــ 8 ـــــ إبراهيم أمّة ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ ((أُمَّةً)) قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل : 120 ــ 121]
⤵️
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهد انه لا إله إلا انت ، استغفرك واتوب اليك
أتمنى أن أكون قد أفدكم واتمنى أن تشترك بالموقع وتتابع مقالاتي وسأقوم بالرد على أي سؤال في التعليقات إن شاء الله
للتواصل عبر تيليجرام
https://t.me/nsfcom